"دار لويس فويتون فاندوم" Maison Louis Vuitton Vendôme: لم يعد هناك حاجة للاختيار بين التسوّق وزيارة متحف

لدى الدخول إلى "دار لويس فويتون فاندوم" لن تجدوا مجال بيع فحسب بل أيضاً متحفاً صغيراً حقيقياً حيث يمتزج التصميم والفن المعاصر والاشارات إلى عظمة قصر فرساي وحقبته. وهناك واجهة عرض لمهارات العلامة الفرنسيّة الشهيرة.

يوم افتتاحه في 4 تشرين الأول/أكتوبر الماضي، برزت شمس ضخمة بقطر 6 أمتار أمام واجهة المحل الباريسي الجديد للويس فويتون في ساحة فاندوم. هناك إشارتان، الأولى إلى الملك لويس الرابع عشر، الملك-الشمس، وإلى حقبة قصر فرساي التي يستلهمها المكان، والثانية إلى الفن المعاصر الذي يُشكّل أكثر من أي وقت مضى توقيع علامة فويتون.

لم يتم اختيار هذا الرابط بالصدفة: رَسَم واجهات المنزلين، اللذين يعودان إلى القرن السابع عشر واللذين جرى جمعهما ليشكلا مكاناً واحداً، المهندس المعماري المفضّل للملك لويس الرابع عشر، "جول هاردوين-مانسار" Jules Hardouin-Mansart.

خبرة مشعّة

لا بد من التنويه بأن ساحة فاندوم ترمز ومنذ زمن بعيد إلى الأناقة الفرنسيّة وإلى المنتجات الحديثة الفاخرة. الرسالة واضحة: تسعى "دار لويس فويتون فاندوم" إلى إبراز الاشعاع العالمي للمهن الحرفيّة والخبرة والفنون الفرنسيّة، كما فعله قصر فرساي في زمنه!

من أجل مدّ جسر بين الماضي والحاضر، تم تكليف "بيتر مارينو" Peter Marino، وهو المهندس المعماري النيويوركي الذي يشتهر بعروضه الفنّية ضمن عالم المنتجات الفاخرة، بإجراء التجديد. تمرين فنّي متميّز حيث لم يبقَ هناك في الداخل أي شيء مما ميّز المبنى!

من أجل إضفاء أجواء الدار الخاصة على الطريقة الفرنسيّة، أعاد "بيتر مارينو" ابتكار سلّم من الحجر والزجاج ليصل بين المستويات الأربعة، واحترم الأحجام الفضفاضة لذلك العصر مثلما هو الأمر في الطابق الأول حيث يقارب الارتفاع 5 أمتار.

بلاط حجري فرنسيّ يعود إلى قصور

بصفته اختصاصي جيّد بتاريخ الفنون التزينيّة، استلهم "بيتر مارينو" المواد القديمة لتصوّر تغييرات جديدة: أرضيّة فرساي بدرجات ألوان أفتح وأحدث، أو أرض تتكوّن من بلاط حجري فرنسي يعود إلى قصور... دون نسيان الأثاث: السجاد والمقاعد والأرائك التي رسمها في محترفه في نيويورك والتي تعيد استنباط الأشكال والمواد التي تكمّل 33 عملاً من الفنّانين والمصمّمين، يشكّلون أيضاً جزءاً أساسياً من الديكور!

مثلما هو الأمر في صالة عرض فنّية، هناك دور للعروض المؤقّتة

من صالة إلى أخرى، نكتشف على التوالي المقاعد المبطّنة دون ظهر باللون البرتقالي من "بيار بولين" Pierre Paulin أو أيضاً طاولة مجرّدة من "كارلو مولينو" Carlo Mollino، وكأنه تكريم لعظمة فن التصميم المعاصر.

ومثلما هو الأمر في صالة عرض فنّية، هناك دور للعروض المؤقّتة مع جزء من مجموعة "أشياء الترحال" التي تم إعدادها بمساهمة مصمّمين. حتى يتمكّن الزبائن من اكتشاف هذه الأغراض وعددها 25 والتي ترتبط بالسفر وبالمنزل، يجري تجديد العرض كل ثلاثة أشهر.

من الحقائب الكبيرة إلى العطورات

قد ينسى المرء الغرض الأساسي لهذا المجال: جمع وعرض المنتجات الصادرة عن مختلف مهن "لويس فويتون". البضائع، الملابس الجاهزة، المجوهرات، الساعات، المنتجات الجلديّة، الأحذية، العطورات، اللوازم – وتعبّر كلها عن العلامة وتُعرض على مساحة 1460 متراً مربعاً لهذه الواجهة الحقيقيّة لخبرة الدار.

كما نجد هناك أيضاً مُحْتَرَفَيْن إثنين: الأول مخصّص للمجوهرات الفاخرة، والثاني، "النادر والمتميّز"، حيث يمكن للمشاهير اكتشاف أحدث القطع التي يمكنهم تعديلها لتتوافق مع أذواقهم.

عودة إلى أصول الدار: افتتح "لويس فويتون"، مُبدع حقيبة السفر الشهيرة، أول محلّ له على بعد خطوتين من هنا في العام 1854! من أعلى صورته من إبداع "يان باي مينغ" Yan Pei Ming، يسهر المؤسّس بعين عطف على إرث جريء يدعو للاعجاب.

الذهاب إلى "دار لويس فويتون فاندوم"، في باريس